Mustafa Hamido

mustafahamido.itgo.com

 

Archive

 

Contact Us

 

About Us

   

Wednesday, 14 April 2004

 

Main Menu

Archive

About Us

Contact Us

 

 

 

 

 

Info Box #1

 

 

 

 

 

 

 

 

Info Box #2

.

 

 

 

 

 

 

 

Info Box #3

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملف خاص

 

تفاصيل ما جرى في ملعب القامشلي دون رتوش

وحقيقة الادعاءات الكردية الانفصالية

 

www.sargon.se

القامشلي: كميل سهدو 5/4/2004

كميل سهدو: مراسل قناة دبي الرياضية في دمشق- مهتم بالتاريخ القديم- مشارك في تغطية أحداث الحرب على العراق ضمن فريق قناتي دبي الاقتصادية و الفضائية – منطقة شمال العراق

 

تضاربت الأنباء خلال الأسبوعين الماضيين عن السبب المباشر لإحداث الشغب التي اجتاحت كافة أرجاء محافظة الحسكة على خلفية الشغب الذي سبق مباراة الجهاد وضيفه الفتوة. وقد استغل الحدث من قبل بعض الأحزاب الكردية الـ(محظورة) ليحولوه إلى إطار مختلف تماما عن الإطار الرياضي من خلال حث أنصارهم من القوميين المتعصبين على القيام بمظاهرات عنيفة لا تمت بصلة إلى الحضارة وبعيدة كل البعد عن الوطن والوطنية ،لتعم اغلب مدن وبلدات الجزيرة السورية التي يعيش أبناؤها ، من عرب وسريان اشورين وكلدان وأكراد وأرمن ويزيديين ، مسيحيين ومسلمين، عبر الزمن بمحبة وأخوة بعيدا عن أية عصبية قبلية أو عرقية. فكانت النتيجة حرق وتخريب للعديد من مرافق الدولة في مدن القامشلي والمالكية والحسكة وراس العين وبلدتي الدرباسية وعامودا.

 

وحرصا منا على وضع القارئ بحقيقة ما جرى (وان كان قد مضى على تلك الأحداث المؤلمة فترة من الزمن) دون مواربة أو محاباة هذا الطرف أو ذاك انطلاقا من وجداننا وصدقنا مع ذاتنا ومع الآخرين سيما وأننا كنا شهود عيان لجميع التفاصيل مع ذكر رأينا بجرأة تجاه ما حدث سواء في ارض الملعب أو خارجه و من التفاصيل التي سبقت المباراة نبدأ:

 

 جمهور شرس:

مما لاشك فيه أن جمهور الفتوة يعد من أكثر جماهير الأندية في سوريا تعصبا لناديه لا بل أكثره شراسة فهو لا يتقبل خسارة فريقه بأي شكل من الأشكال وقد تسبب أكثر من مرة في هبوط ناديه إلى الدرجة الثانية نتيجة أعمال شغب قام بها والجميع يتذكر كيف قام أنصاره في الثمانيات في التهجم على ضيفه فريق الجهاد ولا سيما رئيس النادي آنذاك جورج خزوم وهدافه روميو اسكندر الذي كاد يفقد حياته حين شطب احد المشجعين وجهه بسكين، كما لم ينس سكان حي المزة بدمشق كيف عاث الجمهور الأزرق فسادا قبل ثلاثة أعوام في ملعب الجلاء ومحيطه حين حطم سيارات المارة وكذلك واجهات المحلات عداك عن قيامه بالتعدي على رجال حفظ النظام على خلفية فشل فريقه في الفوز على فريق الشرطة المركزي ومن ثم البقاء بدوري الأضواء، وفي الوقت ذاته لم يتناس جمهور الجهاد الشهامة التي بدرت من كل أبناء الفتوة ومدينة دير الزور حي ن تعرضت حافلة ناديهم لحادث مؤسف قبل عامين قضى خلاله الهداف هيثم كجو نحبه، وحينها لم يبخل الديريون في تقديم أية مساعدة للاعبين الجهاديين المفجوعين والمصابين في كسور متعددة، ولان جمهور الفتوة حنون ومجنون لهذا عندما عاد فريقه مجددا إلى الدرجة الممتازة في الدوري السوري في هذا الموسم وحقق حتى الآن نتائج جيدة تحفز أنصاره على مرافقته أينما حل وارتحل، وكان من الطبيعي أن يرافقه جمهوره في رحلته إلى القامشلي (وهي لا تبعد عن دير الزور أكثر من ثلاث ساعات) لملاقاة فريق الجهاد في الأسبوع الأخير من مرحلة الذهاب، فوصلت هذه الجماهير (يقدر عددها بحوالي ألفي مشجع) إلى القامشلي قبل بدء المباراة بحوالي ثلاث ساعات وهي تحمل الأعلام الزرقاء فقط (أعلام الفتوة) والدوران بها عبر الحافلات التي نقلتهم، في شوارع المدينة، ليذهبوا في الساعة الثانية عشرة إلى ملعب السابع من نيسان في القامشلي (أي قبل ساعتين من المباراة) وقبل حضور رجال حفظ النظام ما كان له الدور في دخولهم إلى الملعب دون تعرضهم للتفتيش الذي يسبق عادة المباريات الحساسة،وتمركز الجميع في المدرج المقابل للمنصة الرئيسية الذي يتسع لخمسة آلاف مشجع.

 

ما حصل بعد ذلك:

كان وصولنا إلى الملعب في الساعة الواحدة تماما وهو نفس توقيت وصول رجال حفظ النظام بقيادة رئيس قسم المدينة وحضرت النقاش الذي دار بينه وبين رئيس نادي الجهاد فؤاد القس الذي لام رئيس القسم على التأخر في الحضور خاصة وانه كان قد وضعه هو ومدير المنطقة العميد تيسير الخطيب قبل ثلاثة أيام في أجواء الحساسية التي ترافق عادة مباريات الفريقين وطلب منهم ضرورة الحضور في الساعة الحادية عشرة، وكان هناك إلحاح من رئيس النادي على عزل جمهور الفتوة في المدرج المحاذي للمنصة الرئيسة، لأنه من الصعب جلوس الجمهوريين في مدرج واحد، إلا أن الضابط المسؤول أكد استحالة نقل جمهور الفتوة إلى المدرج المومى إليه مشيرا إلى انه سيعمل على عزله عن جمهور الجهاد من خلال رتل من الشرطة وبهذه الطريقة لن تحصل آية مشكلة.

 

تشجيع من الفريقين:

 وسارت الأمور في قناتها الطبيعية ولم نلحظ أية هتافات تمجيد للرئيس العراقي السابق صدام حسين من قبل جمهور الفتوة إضافة إلى عدم حمله أية صور أو أعلام غير الأعلام الزرقاء(على عكس ما تناقلته وكالات الأنباء) مع تواجد لافتات مكتوب عليها الموت القادم من الشرق وهي عبارة مستخدمة من قبل أنصار الفتوة واقتبست من المسلسل الفنتازي للكاتب هاني السعدي، وفي المقابل لم يكن هناك بين أيدي جمهور الجهاد سوى الأعلام السوداء والبيضاء(أعلام نادي الجهاد) سارت هتافات الجمهورين في نفس السياق العام التي تسير فيها جميع مباريات الفرق في الدوري السوري إلى أن دخل فريق الفتوة ارض الملعب بعد أن كان قد سبقه فريق الجهاد، وهنا بدأ جمهور الفتوة بتشجيع فريقه بعبارات تعود هذا الجمهور على ترديدها، إلى أن بدأ يحي محترفه العراقي عامر الدليمي (وهو من مدينة الفلوجة العراقية) بترديد العبارات التالية (حي الفلوجة ال ما خانت) (فلوجة –فلوجة- فلوجة) مع هتافات لم تخل من الشتائم للجهاديين، مما جعل البعض من جمهور الجهاد يظنون بان العملية فيها نوع من الاستفزاز،فردوا عليهم بشتائم مماثلة وهتافات باللغة الكردية لم تكن تحمل أية خلفية سياسية، هنا قام جمهور الفتوة بهجوم مكثف على جمهور الجهاد بالحجارة (يبدو انه ادخلها معه خفية) ما كان له الدور في إجباره على الانحصار في زاوية من المدرج (لعدم تمكنه من الصمود أمام غزارة الحجارة الزرقاء) وراح الجميع يلقي نفسه هربا وذعرا وبطريقة لا تختلف عادة عن الذعر الذي يصيب سكان مبنى التهمته النار توا،وهنا بدأت الشائعات تتناقل في كافة أرجاء الملعب عن وفاة ثلاثة أطفال نتيجة التدافع، ما كان له الدور في هيجان البعض من أنصار الجهاد في المدرجات المقابلة وقيامها بحث البقية الباقية على القيام بهجوم مضاد على جمهور الفتوة الذي أخلى بدوره المدرجات نتيجة هذا الهجوم ونتيجة قيام رجال حفظ النظام بإجباره على ذلك فأسرع القسم الأكبر منه للهروب من الباب الرئيسي ومن فوق الجدران العالية ليتحول العراك في كافة أرجاء الملعب وخلف أسواره، فيما احتمت البقية الباقية من أنصار الفتوة بالتمترس في ارض المعلب وهنا لم يكن أمام مراقب المباراة الكابتن كيفورك مردكيان وبالتشاور مع مراقب الحكام خالد دلو سوى الإشارة إلى حكم المباراة محسن بسما للإعلان عن تأجيل المباراة إلى أشعار أخر وطالبت الإذاعة الداخلية في الملعب من الجمهور إخلاء المدرجات وبالفعل استجاب القسم الأكب ر من هذا الجمهور ممن تعود على تشجيع فريقه منذ ربع قرن بروح رياضية عالية للنداء، وغادر باتجاه منزله، فيما البقية الأخرى ظلت متجمعة خلف الأسوار متربصة للانتقام من جمهور وفريق الفتوة.

 

خطأ فادح:

ووفق هذه المعطيات كاد رجال حفظ النظام أن يطوقوا المشكلة خاصة بعد التحاق مدير المنطقة العميد تيسير الخطيب مع قوة إضافة بمكان الشغب ، إلا أن ما زاد الطين بلة قيام مراسل برنامج ملاعبنا الخضراء في إذاعة دمشق وهو على الهواء مباشرة بنشر نبا مقتل ثلاثة أطفال دهسا و تأجيل المباراة إلى أشعار آخر ، ما كان له الدور الأكبر في نشر الذعر في كافة أرجاء المدينة وضواحيها،(طبعا خبر وفاة ثلاثة أطفال لم يكن صحيحا) وقد أكد أطباء المشفى الوطني والمشافي الخاصة بأن جميع المصابين الذين راجعوهم ما بين الساعة الثانية إلا ربع وحتى الساعة الرابعة والنصف ، أصيبوا بجروح مختلفة في الرأس وبقية أنحاء الجسم نتيجة الحجر، ولم يصل إلى المشافي خلال هذا التوقيت أية حالة خطرة أو جثة لأحد).

 

تصاعد الأحداث:

 وهنا بدأ يلتحق بالجمهور الرياضي إعداد هائلة من الشباب الأكراد(دون غيرهم من جماهير فريق الجهاد) ممن لا تربطهم أية علاقة بكرة القدم أو بنادي الجهاد (الذي لم يكن يوما ما نادي فئوي وإنما جماهيره من كافة الشرائح الاجتماعية) وراحوا يقومون بمهاجمة رجال حفظ النظام مستغلين الشغب الرياضي لتحقيق مآرب كامنة في أنفسهم، حثوا عليها من قبل بعض الأحزاب الكردية المتطرفة (يبدو أنها كانت متربصة لاستغلال أي حدث فاستغلت الشغب الرياضي استغلال بشع) محولين المسار إلى منحى جديد ومختلف لم تشهده من قبل مدينة القامشلي لدرجة لم يعد يقوى فيها رجال حفظ النظام على حماية أنفسهم من هجمات الغوغائيين الذين حاولوا حرق سيارة إسعاف قدمت لنقل مصابين بعد أن جردوها من سائقها، ورويدا رويدا بدأ الأمر يستفحل وانتقلت الفوضى وأعمال الشغب إلى المناطق وا لمباني المحيطة بالملعب، فقد تم إشعال النيران بمبنى رابطة ريف القامشلي للشبيبة، وبعدها كانت محاولة الهجوم على مديرية المنطقة وقد وقع في ذلك اليوم المأساوي خمسة قتلى من مختلف شرائح المجتمع السوري ، ما عدى العشرات من الجرحى ممن أصيبوا برصاص طائش كانت تطلقه الشرطة في الهواء لتفريق الغوغائيين.

 

الشغب السياسي:

 ما حصل في اليوم الثاني أثناء تشييع القتلى الأربعة كان شيئا منافيا للقيم والوحدة الوطنية التي ميزت الشعب السوري على مر الزمن ، وكشف عما كان يضمره بعض القوميين المتعصبين الأكراد للوطن ولرموز الوطن ، حيث أزيح القناع عن الوجه الحقيقي عن العديد من أحزابهم ممن استمالوا في السابق الكثير من المثقفين والمفكرين والسياسيين الوطنيين وعلى مدى أربعة عقود، خفوا خلالها أنفسهم خلف الأحزاب الشيوعية، وشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني والمطالبة بالإصلاح ضمن الإطار الوطني،إلا أن تلك الادعاءات التي لم تكن من صلب تكوينهم سرعان ما انهارت من خلال دهسهم وحرقهم لعلم الوطن المقدس ،وكذلك الاعتداء على رموز الوطن وعلى المرافق العامة والخاصة ورفع صور ورموز لشخصيات كردية عراقية ، ما كان له دورا في جعل سكان مدينة القامشلي وبقية أبناء محافظة الحسكة يشعرون بأنهم أمام فيلم تاريخي يجسد لهم الهجمات المغولية الهمجية على المنطقة ، وازداد استيائهم حين سمعوا الشعارات الاستفزازية المتطرفة التي كان يرددها العديد من هؤلاء المتظاهرين الأكراد والتي انطوت على نزعة انفصالية مثل (قامشلو الكردية) و(نادي الجهاد الكردي)، و(كوردستان سوريا) (يجب أن يغادر المحتلون ارض كردستان سوريا) (كردستان الغربية) (الدولة أخذت الأرض من الأكراد وأعطتها للغمر العرب) هذه الأكاذيب التاريخية التي أطلقها بعض غلاة القوميين الأكراد (على مبدأ اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الآخرون) وصدقها فعلا الكثير من الشعب الكردي، لاتمت لا من قريب أو بعيد إلى الحقيقة فهؤلاء المتعصبين السذج حاولوا نسف التاريخ بنفس الصورة التي نسفوا عبرها العديد من القضايا، متناسين بأنه لا يمكن لأحد نسف و تزوير الحقائق التاريخية المنقوشة في الصخور والمحفوظة تحت التلال الأثرية وهي بمعظمها اكادية آشورية أرامية وثم عربية ، ولكي لا تتحول هذه الادعاءات الناسفة للتاريخ إلى ما يشبه الحقيقة لدى البعض ممن لا يقرا التاريخ نجد أنفسنا مرغمين على الرد على هذه الشعارات.

 

كردستان تاريخيا:

لم يذكر التاريخ البعيد ولا القريب ولا حتى المتوسط أي كلمة تشير إلى كردستان كدولة أو وطن له كيان مستقل، حتى المكتبة الألفية الإسلامية (للإخباريين المسلمين) لا توجد فيها أية كلمة تشير إلى هذا المصطلح وان كان قد وردت في بعض الكتب إشارات مقتضبة إلى الكرد على أنهم أعراب الفرس أي ما معناه بأنهم لم يكونوا يوما سكان أصليين في هذه المنطقة التي لم يكن لهم فيها عبر التاريخ أية مملكة أو دولة، وحتى الإمارات التي يتغنون بها (كانت عبارة عن أقطاعات) لا يعود تاريخها إلى أكثر من مئتي عام ولم تعمر طويلا لأنها أصلا تكونت نتيجة ظروف استثنائية احتلالية بمباركة من العثمانيين المتوحشين الذين جلبوهم من أواسط أسيا (كأنكشاريين) واستخدموهم حراسا لمكتسباتهم وما لقب الاغا الذي أغدقه العثمانيون على زعمائهم ، سوى تأكيد على أنهم جلبوا من خارج المنطقة للحد من توسع المد الصفوي ، سيما وان كلمة اغا التركية (معناها بالعربية رئيس الحراس) وإذا كانت هذه هي الحقيقة لكلمة كردستان تاريخيا ، لا نعلم من أين جاء هؤلاء بمصطلح كردستان الغربية التي يقصدون بها طبعا الجزيرة السورية والتي لم تكن يوما أرضا كردية وإنما هي متجذرة في سوريتها،ونحن لا نسوق هذا الكلام من دون وقائع أو إثباتات وإنما استنادا إلى الحقائق الأثرية فالحجارة لا تجامل أو تتعاطف مع احد، ففي محافظة الحسكة التي يوجد فيها ألف تل اثري لا توجد فخارة واحدة مهما قل شانها تشير بصورة أو بأخرى إلى الأكراد،حيث جميع التلال المكتشفة على سبيل المثال لا الحصر (تل ليلان- شبات انليل العاصمة الشمالية للملك الآشوري شمشي حدد) (تل براك –تل موزان- حمو كر- تل عربيد- تل محمد ذباب (شمشي ايلونا) جميعها تؤكد بان المنطقة كانت اكادية آشورية أرامية، مع تواجد لآثار حثية وحورية أو سوبارتية ثم رومانية وهلنستية في فترات متفاوتة وبالتأكيد ما يحاول تسويقه بعض المشوهين للتاريخ بان السوبارتيين والحثيثين والحواريين هم أجداد الكرد، هو كلام عار عن الصحة لان جميع الأثريين قد وصلوا إلى حقيقة هذه الشعوب التي قدمت إلى المنطقة كشعوب محتلة (لفترة من الزمن) ثم انقرضت وان كان البعض يشير إلى أن الحثيثين هم أجداد الأرمن وفي بعض الأحيان أجدادا للترك، وبالطبع لا نعلم الحجة التي جعلت الكرد ينسبوا فيها أنفسهم إلى هذه الأقوام مع العلم بان اللغة المتروكة على الألواح الفخارية لا تمت بشكل أو بأخر إلى اللغة الكردية (اللغة الكردية مجموعة لهجات السوراني لا يفهم على الباديني أو الكرمانجي) التي لم يكن لها يوما حرفا تكتب به، ففي شمال العراق يكتبون بالحرف العربي وفي تركيا يكتبون بالحرف اللاتيني،وكما أن نسب الأكراد أنفسهم للميدين (بدأ الأكراد ينسبون أنفسهم في العقود الأخيرة للميدين) هو كلام بعيد كل البعد عن الحقيقة لأنهم أي الميدين هم فرس اقحاح والتاريخ الفارسي القديم والحالي يؤكد هذه الحقيقة التي لا يمكن أن يغطيها الغربال الكردي، هذا من جهة ما يخص الجزيرة السورية تاريخيا (قبل الميلاد) ،أما ما يخصها في هذا الجانب بعد الميلاد فموقع تل تنينير الواقع بالقرب من الحسكة والمكتشف من قبل البروفسور الأمريكي مايكل فولر فيه الحقيقة الكاملة التي تدحض أي ادعاء كردي في تواجدهم التاريخي في المنطقة، فهذا التل الذي يعود إلى نينوى 5، مرت فيه حضارات متعاقبة من اكادية وآشورية وهلنستية، كانت أخرها الحضارة العربية، وانتهت هذه المدينة العامرة في عام 1401 نتيجة الهجمات المغولية التترية على البلاد، وجميع الآثار المكتشفة فيها تؤكد بأنها كانت مسكونة من قبل السريان الآشوريين وأبناء عمومتهم العرب وذلك من خلال الألواح المكتوبة التي عثرت في خرائب ديرها وكنيستها وجامعها وخانها وحمامها وسوقها التجاري، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال وجيه لو كان للأكراد تواجد قبل هذا التاريخ في المنطقة فلماذا لم يتركوا لنا أي اثر يجعلنا نغيير نحن وكل الأثريين والباحثين قناعتنا التاريخية.

 

 

تواجد حديث:

 أمام هذه الحقائق التاريخية التي لا تشوبها أي شائبة ويؤكدها الحجر ولا تنفيها الشجر فإننا لم نلحظ أي تواجد تاريخي للأكراد في الجزيرة السورية في العصور الغابرة والمتوسطة، أما ما يخص تواجدهم في العصر الحديث في مدن وبلدات الجزيرة السورية فهو لا يعود إلى أكثر من خمسة أو ستة عقود ولم يكونوا بهذه الكثرة( تقدر نسبتهم الآن في عموم محافظة الحسكة ما بين30 إلى 33 بالمئة من السكان ذات الغالبية العربية التي ازدادت في الآونة الأخيرة نتيجة الغزارة في الولادات بسبب تعدد الزوجات والاستفادة من التطور الصحي الذي وفرته الدولة لكل أبناء الوطن) حيث أن معظمهم قدم للبلاد من جنوب شرق تركيا وشمال العراق (وهذه المناطق أيضا كانت مناطق آشورية كلدانية سريانية وتغير شكلها الديمغرافي بسبب المذابح المتتالية وبسبب الهجرة بعد عام 1914 ) ولم يسكن الكرد في بداية قدومهم للمنطقة المدن وإنما احتلوا وبمباركة عثمانية بعد عام 1914 الكثير من قرى السريان المتواجدة في الجزيرة السورية ونذكر من هذه القرى قرية بيازة (تعود ملكيتها ل ال روهم) قرية خزنة (تعود ملكيتها ل ال شنكالي) قرية كندك سيد (تعود ملكيتها لآل حبش) حلوة (جميع سكانها كانوا سريانا قتل اغلبهم والبقية الباقية هجرت دينها عنوة واستكردت ومنهم عائلة تيشي وملكي وبدا) قرية محركان (تعود لآل شماس وسهدو وحررت من الأكراد بعد عام 1930) وكما أن شيوخ العشائر العربية في تلك الفترة وبعدها بقليل قاموا بجلب العديد من الفلاحين الأكراد إلى القرى التي كانوا يملكونها للعمل فيها كفلاحين ومنها على سبيل المثال وليس الحصر قرى سبع جفار وطبكة وباب الحديد وشبك.

 

 

القامشلي سورية:

 ومن الشعارات التي أطلقها وحاول تصدريها الغوغائيين عبارة :مدينة قامشلو الكردية وسري كاني الكردية (أي راس العين) وهنا نسال هؤلاء متى كانت هاتين المدينتين التاريخيتين (القامشلي امتداد لنصيبين التاريخية) مدنا كردية ومعهما مدينة المالكية أو ديريك لا فرق، لماذا تشوهون الحقائق التاريخية بهذا الشكل الواضح، (الأكراد في شمال العراق حولوا اسم مدينة اربيل الآشورية- أربعة أيلا- و معناها باللغة العربية الآلهة الأربعة- إلى اسم كردي وسموها هوليير)، فذاكرة إعادة بناء هذه المدن من قبل السريان (وهم سوريون اقحاح) وأبناء عمومتهم العرب، ليست بعيدة، فلو عدنا إلى ثلاثين أو أربعين سنة ماضية لما وجدنا في هذه المدن ومن ضمنها بلدات عامودا والدرباسية وقبور البيض سوى أعداد قليلة من الأكراد لم تكن تتجاوز نسبتهم في أحسن الأحوال في (القا مشلي أكثر من خمسة في المئة) وفي المالكية (عشرة في المئة) وفي الدرباسية نفس النسبة) وأيضا بلدة عامودا التي هي فعلا الآن بلدة كردية من حيث عدد السكان (كانت الغالبية فيها سريانية-عربية) وينطبق ذلك أ وأيضا على مدينة راس العين التاريخية (ريش عينا) التي يسكنها الكثير من العائلات الجاجانية، عداك عن كون غالبية محيط هذه المدن والبلدات محيط عربي مكون من العشائر العربية التي استمرت في التواجد بالجزيرة السورية رغم مرورها خلال الاحتلال العثماني بفترة فراغ سكاني، وأمام هذه الحقائق التي يعرفها الغريب والقريب، والتي تؤكد بان الأكراد قوم وافد إلى المنطقة (وتقبله الشعب السوري بنفس الدرجة التي تقبل بها العديد من الأعراق الأخرى من ارمنية وتركمانية وشركسية وجاجانية) وهنا نسأل من هو المحتل، كما نسال سؤال آخر، يتواجد الآن في ألمانيا حوالي ثلاث مائة ألف كردي و سوف يصل عددهم بعد خمسين عام إلى ثلاثة ملايين، فهل سيقلق هؤلاء الدولة الألمانية ويطرحون مصطلهحم القادم (كردستان ألمانيا)

 

 

كل متر مربع لكل السوريين:

 ومن الأقاويل الساذجة التي يرددها أيضا المتعصبين من الكرد أن الحكومة قد أخذت الأراضي منهم وأعطتها للعرب الغمر التي جلبتهم من الرقة لكي تكون من خلالهم توازن ديمغرافي وحزام عربي، وبالطبع هذا الكلام عار عن الصحة ولا يمت قيد أنملة للحقيقة، أولا لان كل متر مربع من سوريا يعطي الحق لأي مواطن سوري في العيش عليه بحرية تامة، فابن السويداء يحق له العيش في الرقة أو الحسكة أو اللاذقية أو حمص أو درعا أو القامشلي وعلى العكس فان أبناء هذه المدن لهم الحق في العيش في أية مدينة سورية تستهويهم، لان الوطن وطن الجميع، وثانيا أن العرب التي يطلق عليهم الغمر لم يتركوا أراضيهم وقراهم بمحض من أرادتهم، وإنما نتيجة غمرها بمياه سد الفرات الذي هو مرفق حيوي هام أفاد كل أبناء سوريا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، أما الأمر الثالث وهو الأهم: أن الحكومة السورية لم تأخذ الأرض من الأكراد لتعطيها إلى العرب الغمر وإنما وزعت عليهم أراض من أملاك الدولة، التي تكونت بعد قانون الإصلاح الزراعي، الذي كان قد حدد الملكية الفردية للشخص الواحد بمئة هكتار، وهنا لا بد من التوسع في هذا الموضوع أي قانون الإصلاح الزراعي الذي طال أولا شيوخ القبائل العربية ولا سيما شمر وطي وجبور و الملاكين السريان وكان الأكراد الأقل تضررا من هذا القانون خاصة وأنهم بالأصل لم يكونوا من ملاكي الأراضي الواسعة في الجزيرة (ما عدا عدد محدود من الملاكين في مناطق القحطانية والمالكية وعامودا والدرباسية والجميع يعلم جيدا بان الاغا حاجو قد قدم إلى قبور البيض بعد عام 1920 هربا من الأتراك) لا بل كان السكان الأكراد الأكثر استفادة من قانون الإصلاح الزراعي حيث وزعت عليهم الدولة أراضي زراعية في مئات القرى التي كانت تعود ملكيتها أصلا إلى ملاكين عرب وسريان، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قرى: تل عدس وباب الحديد وشبك وحداد وخربة البئر وقصروك (الدولة أعطت الفائض من أراضي هذه القرية لفلاحين أكراد من قرية الالقوس) وأيضا رجم عيار- أم كهيف -بحرية –عابرة ومعبدة (تعود ملكية هذ ه القرى قبل قانون الإصلاح الزراعي إلى شيوخ قبيلة شمر دهام الهادي وميزر وعيونان المدلول وعبد الرزاق الصفوك وهذال) وقرى الحمر والدامرجي وابو خزف (وتعود ملكية هذه القرى إلى ال عبد الرحمن شيوخ قبيلة طي) وأيضا قرى أم حجرة وتل العبدو سيد علي وتل شعلان وقبور الفاضل وخاشوكة وبهية و باب الخير والداودية صفيا وسلمانية والب ي زاري (وتعود ملكية هذه القرى الى شيوخ قبيلة جبور من ال المسلط والزوبع) هذا غيض من فيض، ولو أجرينا مسح جغرافي للقرى التي يسكنها الآن (الغمر) لوجدنا اغلبها عائد أما لعرب شمر أو طي أو لعائلات سريانية ومنها نذكر تل علو رقم 1 تل علو رقم 2 تل علو رقم 3 محركان- ملا عباس- تل شامو- روتان- ما يؤكد بان الحكومة لم تأخذ أراضي من المواطنين الأكراد كما يدعون وإنما وزعت الأراضي الزائدة عن حقوق الملكية للفرد الواحد والتي حددت بمئة هكتار والفائض منها أصبح أراضي أملاك دولة ومن الأخيرة تم التوزيع على الفلاحين الغمر بنفس المقياس التي تم التوزيع فيه على الفلاحين الأكراد والعرب والسريان الآشوريين والأرمن واليزيديين، وهنا نعود لنسأل من جديد هل تكون الدولة بذلك أخذت الأراضي الزراعية من الأك راد أم أن الحقيقة وأمام الوقائع التي ذكرناها تكون قد أخذتها من العرب وأعطتها للأكراد.

 

الجهاد لأبناء القامشلي:

 أما ما يخص نادي الجهاد الذي بدأ الغوغائيون يطلقون إلى جانبه اسمه عبارة الكردي، (نادي الجهاد الكردي)  فهذا كذب جديد يضاف إلى سلسلة الأكاذيب التي أتحفنا بها، فلو عدنا إلى تاريخ الرياضة في مدينة القامشلي لما وجدنا فيها اسما لشخص كردي واحد، حيث كانت الرياضة في فترة الخمسينات مقتصرة على أبناء القامشلي الأصليين من سريان وأرمن وعرب، حيث كان هناك أربعة أندية هي الرافدين والهومتمن والعربي (الأخير كانت تمارس فيه فقط كرة سلة) وثم نادي الشبيبة، إضافة إلى هيئة رميلان واغلب الإداريين واللاعبين كانوا من السريان والأرمن والعرب، وعندما حصل فريق رميلان على كاس الجمهورية عام 69 كان اللاعبون بغالبيتهم من السريان، وبعد صدور المرسوم التشريعي رقم 38 لعام 1971 التي تم فيه دمج الأندية ا لأهلية تكون نادي الجهاد من كوادر هذه الأندية وحين صعد إلى الدوري الممتاز عام 1978 لم يكن يحوي في صفوفه أي لاعب كردي، وحين شارك في أول دوري ممتاز كان في صفوفه لاعبين أكراد (عبدو أبو الشكر وعلي طاهر) ولان أبناء مدينة القامشلي لم تكن لديهم أية نظرة عنصرية لهذا قامت إدارة النادي في ضم أي موهوب مهما كان عرقه (على مبدأ لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا في التقوى) إلى أن بدأ العنصر الكردي يتغلغل رويدا رويدا في صفوف الجهاد (ربما بشكل منظم) ما كان له الدور في الأعوام الثلاثة الأخيرة في جعل الأقلية أكثرية والأكثرية أقلية (طبعا على مستوى اللاعبين) فيما بقي الجهازين الفني والإداري مكون من تشكيلة تمثل كافة شرائح المجتمع، وهنا نقول للغلاة من الغوغائيين (منتخب فرنسا أو هولندا يضمون في صفوفهما العديد من اللاعبين الأفارقة هل ذلك يعني بان هذين المنتخبين يجب أن نقول عليهما بانهما منتخبين أفريقيين) ونفس الحالة تنطبق على العديد من الأندية الأوربية التي تضم في صفوفها لاعبين من مختلف الدول، ختاما نقول هل نسي هؤلاء بان نادي الجهاد تعود ملكيته للدولة (منظمة الاتحاد الرياضي العام) وبالتالي هو مرفق عام مثل بقية المرافق التي يستفاد منها العامة من كل أطياف المدينة، المدينة التي استنكرت بقوة ما بدر من الغوغائيين تجاهها وتجاه بقية المدن من أعمال وتخريب والتي كانت أقساها حرق العلم السوري والتعدي على رموز الوطن، وكأن لسان حال رياضيها يقول للبعض من الأحزاب الكردية من فوضكم في الدفاع عنا ومن أعطاكم الحق في استخدام نادي الجهاد للتعبير عن أحقادكم، مشوهين اسمه الناصع وأوصلتموه إلى ا ل درك الأسفل أمام الرأي العام علما بان جماهير هذا النادي المجتهد كانت مضربا للمثل في خلقها وأخلاقها قبل خمسة عشر عاما وللحديث بقية.

 

       

 

 

 

Web Update



 

 

The map of Syria

 

  

 

 

New articles

 

 

Copyright 2003 Aleppous services. All Rights Reserved.